ولاية جَنْدُوبَة (كان اسمها قبل عام 1966 ولاية سوق الأربعاء)[4]ولاية تقع في أقصى الشمال الغربي للجمهوريّة التونسيّة. تحدها شرقا ولاية باجة و غربا القطر الجزائري و جنوبا ولايتي سليانة و الكاف و شمالا البحر الأبيض المتوسط يشقّ وادي مجردة مدينة جندوبة عاصمة الولاية وهو أطول نهر بالبلاد التونسية و وادي مجردة ينحدر من جبال سوق أهراس بالجزائر. وتتميّز باتساع سهولها وجودة تربتها و كثرة سدودها بها أكثر من ثلث المخزون المائي بالبلاد التونسية و فيها أكبر الغابات المعروفة بسلسلة جبال خمير الممتدة من الجزائر وصولا إلى بنزرت إضافة إلى خصوبتها وتنوّع فلاحتها وإنتاجها الزراعي الوفير وبمناطقها السقويّة الشاسعة والمتعدّدة 

جندوبة هي وريثة بلاريجيا المدينة الرومانية والبونيقية التي صعدت منذ القرن الأول للميلاد إلى مرتبة البلدية وتمصرت مع أختها شمتوفأصبحت قاعدة الشمال الغربي على الطريق الرئيسية بين قرطاج وبونة, فبعد هجر بلاريجيا لم يحصل أن تكونت مدينة بسهول مجردة الوسطى لتواصل حمل مشعل التمدن والحضارة رغم تعاقب القبائل على المنطقة من المشرق العربي أو من داخل البلاد إلى أن تكونت نواة مدينة جندوبة حول محطة السكة الحديدية التي شرع في استعمالها في 01-09-1879.

ولقد انبعثت مدينة جندوبة في أول الأمر شمال السكة الحديدية حول الثكنة العسكرية متواضعة بسيطة في مظهرها وهندستها وبعد عقد من الزمن أخذت تتوسع جنوبا مكونة بذلك عدة أنهج جديدة كنهج المغرب ونهج الساقية ونهج محمد علي. عرفت مدينة جندوبة منذ نبعاثها باسم سوق الأربعاء نسبة إلى اسم السوق الأسبوعية التي تنتصب كل يوم أربعاء أما سكان المنطقة فكانوا يطلقون عليها كلمة البراكة نسبة إلى المحلات المشيدة من ألواح الخشب وفي سنة 1966 أطلق عليها اسم جندوبة بمقتضى أمر رئاسي بتاريخ 30-04-1966. [6]

التسميةعدل

تجدر الإشارة أن أصل اسم بربري وهو يتكون من كلمتين الأولى جن ومعناها "سوق" والثانية دوبة ومعناها "قمح". وهذا ما يعيدنا إلى التسمية التي وقع ذكرها سابقا وهي سوق الإربعاء إذ أن السوق كان ولا زال فعلا ينعقد يوم الإربعاء. وبدخول المستعمر الفرنسي وبإرادته تغيير الكثير من تراث البلاد سواء كان عربي إسلامي أو بربري فقد غير اسم المنطقة الأصلي وهو جندوبة إلى سوق الأربعاء، ومع حصول البلاد على الاستقلال، قررت الحكومة إعادة الاسم الأصلي. وهذه اللمحة التاريخية تطرح مسألة انبعاث هذه البلاد بعد انتصاب الاستعمار الفرنسي على الأراضي التونسية. إذ توجد جندوبة فعلا على سهول منبسطة مترامية الأطراف وهو أمر غير معهود في التاريخ فعلى مر الأزمان أقيمت أغلب المدن على مرتفعات أو محاطة بالوديان والمياه، والغاية استراتيجية عسكرية بغية تفادي غارات العدو. إلا أن دخول الحماية الفرنسية وبسطها لنفوذها على كامل التراب التونسي جعل مثل هذه العادات تندثر وتتوجه جهود الأهالي نحو مقاومة المستعمر، مما سمح بانتصاب أول براكة، والكلمة معروفة عند الأهالي وقد وقع ذكرها أعلاه